جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
حوار مع الشيخ الدكتور فتحي يكن ـ رحمة الله عليه ـ وبالطبع لم يكن قد عرف نتائج الانتخابات اللبنانية، ويموت الرجل بما قدم للأمة من تراث عريق وجهاد
كان الحوار مع الشيخ الدكتور فتحي يكن ـ رحمة الله عليه ـ وبالطبع لم يكن قد عرف نتائج الانتخابات اللبنانية، ويموت الرجل بما قدم للأمة من تراث عريق وجهاد، كان في حياته يجمع ولا يفرق، وكان من أصحاب البصائر يعرف أن عدونا يخطط لنردَ موارد الهلكة، وأن الفئة المرابطة في أرض الإسراء تحتاج ظهيرا في لبنان بعدما أغلقت السبل من كل اتجاه،بينما يرفض الموالون للحل الأمريكي وجود من يهدد أمن إسرائيل.
ومضت المفاوضات المتعثرة إلى طريق مسدود، وتأتي الحكومات الإسرائيلية المتوالية وكلها متطرفة يريدون صيغا يجرّون إليها الدول العربية والإسلامية للمشاركة، لدعم التطبيع الذي يعني ضمنا الاعتراف بالكيان الصهيوني، ويريدون القضاء على المقاومة "بيدها أو بيد عمرو"، ثم يأتي التطبيع لفتح سوق واسعة تعيش فيه دولة الكيان الغاصب في رغد حتى لو هلك كل الفلسطينيين جوعا، وتدميرا وحرقا وحصارا، ولا يهم العالم حق ولا باطل، ولا نفرح بمقولات أوباما لتخديرنا فنصفق للدولة الفلسطينية والتي ستكون مستأنسة منزوعة السلاح بالشروط الصهيونية ،وستنهي المعاناة الفلسطينية!.
ولكن على المقاومة الاعتراف بحق إسرائيل في الأرض ليمنحها بركات اعترافه بها..
وها قد انتقل الدكتور فتحي يكن لجوار ربه ـ رحمه الله ـ وخلّف من يختلفون فيه!، وأمره إلى الله،ولا نزكيه على الله فقد عاش داعيا إلى الله، ومربيا، وداعما للمقاومة وفقيها يدرك أبعاد ما يراد للأمة، وكان هذا الحوار الذي تطرق فيه إلى التوجّه الإسلامي والسلطة، والدعوة إلى الله
** هل المتوقع أن يكون هناك صراع إسلامي ـ غربي ، أم من الممكن لهذه النجاحات السياسية الموضعية الحاصلة في العالم الإسلامي أن تؤسس لنوع من الحوار والتفاهم وقواسم مشتركة مع المشروع الغربي مثال ذلك تركيا، ماليزيا ؟
- أنا ضد إطلاق مصطلح "المواجهة مع الغرب"، نحن قد نكون في مواجهة مع القيادات والأنظمة، لكن الإٍسلام الذي نحمله لا يمكن أن يكون لديه عنوان عريض هو "شن الحرب على الغرب في الإطلاق"، فالإسلام رحمة للعالمين، ونحن من مصلحتنا ومصلحة العالم كله أن نقدم الإسلام بشكله الحضاري إلى الغرب كما نقدمه إلى الشرق على اعتبار أنّ الإسلام دين عالمي، ولا يمكن أن يكون عالمياً إذا اعتبرنا أن الغرب بات عدواً لنا، وإنما أصحاب القرار في هذا الغرب، مع نسبٍ مختلفة، فالغرب ليس واحداً، وهناك فرق بين أمريكا وغيرها. لذلك من واجبنا أن نفتح الأبواب على مصاريعها، وأن نتحاور مع الغربيين ونقدم الإسلام لهم ليعرفوه، لأنّ أنظمة الحكم هناك، من أجل بقائها، تقدم الإسلام بشكل مقزز وتنفّر منه وتعمل على تشويهه. وكثير من السيناريوهات تُرتكب ـ كما هو الحال في العراق، بفعل استخبارات الـCIA والموساد وغيرهما وتُلصق بعد ذلك بالإسلاميين. أي ثغرة أو واسطة يمكن الدخول من خلالها إلى الغرب لتقديم الإسلام (الفضائيات، الإنترنت، وغيرها) يجب أن نستثمرها.
طريق مسدود
الغربي أوصلته حضارته إلى طريق مسدود، ومن مصلحتنا أن تكون الأبواب مفتوحة بيننا وبين الغرب كي نعرض الإسلام هناك بدون ضغوط ، حتى في التشريع الحربي والعسكري في الإسلام، لا يُقاتَل الآخرون إلا إذا منعونا من الدعوة، فدعوة الناس هي أساس عندنا، هذا ابتداء، فإذا قامت الدعوة وفُتحت الأبواب انتفت أسباب الحرب في الإسلام، إلا إذا حصل اعتداء على بلاد المسلمين، فليست الحرب ولا السيف هو الأساس، بل الدعوة هي الأساس، وأتمنى أن يكون هذا التصور واضحاً لدى كل الدعاة والحركات والإسلامية، لأن مهمتنا نحن أن نقدم هذا الدين كمنقذ للبشرية والفرد من مشكلاته وضياعه.
** تقدم الإسلاميون في الانتخابات في أكثر من بلد هل يدل على قبول الناس لطروحاتهم ؟
- لا بد من الكلام أولا عن الخلفيات التي جعلتهم في هذا مواقع متقدمة. باختصار شديد أقول إن وصول الحركات الإسلامية إلى مواقع متقدمة، سببه الرئيس هو سقوط الاتجاهات الأخرى؛ شرقية كانت أم غربية.
لم تستطع الرأسمالية أو الشيوعية انتشال المسلمين من الضياع الذي هو فيه، أو أن تقدم حلولاً جذرية للمشكلات التي يتخبط فيها، وبخاصة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لهذا لم يبقَ في أعقاب سقوط الحضارتين الكبيرتين إلا العودة إلى الإسلام والتشبث بذلك، وهي فرصة أُعطيت للإسلاميين لكي يثبتوا جدارتهم ، فالإسلام محفوظ بحفظ الله ، أما المتاح للإسلاميين تفعيل ونقل الإسلام من الإطار الفكري والنظري إلى الإطار الميداني والعملي. هذا الأمر ينعكس على المدلولات و"مستقبليات العمل الإسلامي"، لأنّ نجاح التوجهات الإٍسلامية في السلطة يرشّحها لمهام عالمية، ودولية أكبر بكثير من الأطر القُطرية والمحلية، ويرشح الإسلام لأن يكون موطن الحضارة العالمية، ويغري شعوباً كثيرة بأن تُقبِل ـ ابتداءً- على الإسلام وقراءته والاطلاع عليه، والعكس هو الصحيح، فالفشل في السلطة سيتسبب بانتكاسة ليس للإسلاميين فقط، بل للإسلام أيضاً، ونجاح الإسلام، والإقبال عليه سيؤدي أيضاً، إلى تبلور نظام عالمي يعتمد على العدالة الإسلامية بدلاً من البؤس والشقاء الذي يتسبب به النظام القائم.
صدام بين الإسلام والحكم
** هل هناك توقع بتصادم بين الحركات الإسلامية وبين الجهات الممسكة بدفة الحكم منذ أكثر من مائة عام؟
- أرى الصدام قائماً، فسدنة المعابد والأنظمة يتشبثون ـ عادة- بمواقعهم، وليس من السهل أن يتركوها باختيارهم، فالصراع واقع ـ والوقوع هنا نسبي- من خلال الكثير من الأعمال التي يقومون بها للحيلولة دون وصول الحركات الإسلامية إلى هذه المواقع ودفعهم إلى خارج مواقع القرار، لأن وصول الإسلام لمواقع القرار سيكشف سوءات الأنظمة الفاسدة الموجهة من الخارج. إذن الصراع قائم قبل وصول الإسلاميين إلى مواقع القرار، وإن وصلوا ستكون الهجمة أكبر، ولكن بحكمة الإسلاميين وسرعة تمكنهم من ملامسة المشكلات التي تعاني منها الشعوب، عندئذ يمكن أن يربحوا الشعوب كلها إلى جانبهم، وبخاصة إن استطاع الإسلاميون أن يقدموا حلولاً للمشكلات اليومية التي يعيشها المواطنون ـ قضايا البطالة، الأزمة الاقتصادية، الصحة، التعليم، الأمن، الخ .. عندها ستصبح الشعوب هي المتراس لمواجهة من يتعدى على مواقع القرار، لأنّ فيها مصلحتهم ومصيرهم، والعكس هو الصحيح. من الممكن ـ إن أحسنوا إدارة دفة الحكم- أن يثبتوا ويتمكنوا، وهنا مرحلة التمكين في الحكم وعندها يكونوا قد أقاموا سياجاً شعبياً قوياً يرد عنهم هذه التعديات.
** يوجد تقدم على مستوى البلدان الإسلامية ، ولكن على المستوى العالمي- لا نجد منهجا إسلامياً لصياغة مشروع موحّد، يواجه الضغوط الدولية في مشروعها السياسي والثقافي والاجتماعي؟
- هذه ظاهرة قديمة ومتجددة تطرح نفسها باستمرار، المشكلة هي أنه ليس هناك مشروع إسلامي عالمي، قد تكون هنالك حركة إسلامية عالمية، إنما تنقصها المنهجية العالمية والأدوات والإشراف القيادي العالمي لتصبح عالمية، ولهذا السبب نرى ضمن إطار العمل الإسلامي مشاريع إقليمية أو محلية لم تصل حتى هذه اللحظة إلى العالمية، مع أن ما يواجه الإسلاميين كله عالمي، فالمفروض أن تواجه التحدي العالمي بمشروع عالمي، ولا يمكن لأي مشروع محلي أو قُطري أن يواجه التحدي العالمي. لذلك حتى تصبح الساحة الإسلامية في مستوى المواجهة، لا بد أن ينتظمها مشروع إسلامي واحد،وهذا بالتالي يؤدي إلى احتضان واجتذاب القوى الإسلامية لتأخذ موقعها في هذا المشروع، فتختفي من هذه الساحة، ظاهرة الصراع الإسلامي ـ الإسلامي (الترخّص، التوسّط، المغالاة، ما يسمى بالإرهاب أو التطرف) حتى هذه الظاهرة ليست ظاهرة صحية، فظواهر الانقسام ليست فئوية، ولكنه انقسام في المناهج، بل قد يكون أحدهما سبباً للآخر (التطرف سبب للترخص)، وكذلك الوسطية التي لا تعني التنازل والمحاباة، فهي مثل "الحكمة" التي تعني ضع الأمور في مواضعها، ومقولة الحق التي يجب أن تُقال في هذا الجانب أو ذلك. إذن، مشكلة عدم توحّد الساحة الإسلامية يعود إلى غياب المشروع، ويعود ـ للأسف- إلى ولاءات بعض الحركات الإسلامية لجهات معيّنة ـ أنظمة أو مخابرات ـ فلا يكون قرارُها ذاتياً. وهذا يؤدي إلى أن تتشكل "طوابير" في ساحة العمل الإسلامي تصبح مع توالي الأيام كأنها فتائل تفجير في الساحة، وهذا ما نعيشه في لبنان ومعظم الأقطار العربية والإسلامية، بحيث ينقلب الصراع من أن يكون بين الإسلاميين مع المشروع الأمريكي والصهيوني إلى أن يصبح الصراع إسلامياً ـ إسلامياً بين الحركات، فلا بدّ من مشروع إسلامي عالمي متكامل (اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وجهادياً واقتصادياً)، وقيادة مركزية عالمية لا علاقة لها بالقطر الذي تشغله، فلا تنشغل بمشاغل قطرها. علمنة الحركات الإسلامية! - نخشى من محاولات"علمنة" الحركات الإسلامية، بمعنى أنّ هذه الحركات باتت تخشى ـ نتيجة الضغوط الدولية.
** تطبيق بعض الأحكام الشرعية أو أن تحكم الحركات الإسلامية بالشكل لا المضمون ؟
- لا أعتقد أن يكون هناك خطر على أيّ من الحركات الإسلامية في قضية علْمنَتِها، إذا كان المقصود بالعلمنة الجانب العقائدي الذي قام قديماً في فرنسا بفصل الدين عن الدولة مثل: الترخّص، التسامح.. فالتسامح جاء به الإسلام. وإذا كان المقصود: العملية؛ الجانب العملي، فالإسلام هو منهج العلم الذي يدعو إلى العمل وإلى العلمية وإلى أن تقوم كل حركة من حركاته على أصول علمية، ولا تصادم عندنا بين العلم والدين.
** قصدنا بالسؤال الجانب القانوني، ففي تركيا مثلاً وصل الإسلاميون إلى الحكم لكن لم يحكموا بالإسلام؟
- هذا حكم بالشعار لا بالمضمون، وأعتقد أنه لا مكان لهذه الظاهرة أن تخترق حركة إسلامية أصيلة، قد تنشأ حركة جديدة تحمل شعاراً كهذا، قد تكون صنيعة "تصنعها أمريكا وتطلب منهم دوراً محدداً" الإسلام لا يمكن أن يقبل حالة الانفصام بين الشعار والمضمون.
ففي لبنان قامت حركات شعارها أكبر بكثير من المضمون، لكن هذه الحركات انتهت بسرعة، فالإسلامي لا بد أن يكون إسلامياً أصيلاً يأخذ بالشكل والمضمون والجوهر، إلا أن تكون مصطنعة، مأجورة، مستأجرة، مخترقة، ولكن بالنسبة لتركيا وقد زرتها للمبادرة التي قامت بها الحكومة التركية 2007 لرأب الصدع اللبناني، والتوسط بين سوريا والحركة الإسلامية في الداخل السوري.
وأسعدنا الاطلاع على التجربة التركية والتواجد الإسلامي وسط الأتراك، لقد وجدت التجربة رائعة، وإرجاع الخلافات إلى البرلمان والتصويت على القرارات المختلف فيها، ومناصرة القضايا الإسلامية الملحة خطوة جيدة ، ولا يعني ذلك أن الحكومة التركة مثال إسلامي كامل ، ولكنها تجربة في إطار دولة ، ونجح التعايش حتى مع من يعادون التوجه الإسلامي . التغيير أو الرحيل
** تعليق الأحكام الشرعية ـ في هذه الفترة ـ تقبله بعض الحركات الإسلامية نتيجة الضغوط، هل له مبرر شرعي؟
- حسب الأحكام الشرعية، هناك أحكام شرعية لا يجوز تعليقها بحال من الأحوال، وهناك أحكام شرعية علقت في التاريخ الإسلامي مثل قطع اليد الذي عُلّق في حالة الفقر والضغط الاقتصادي، فالخليفة الراشد أوقف العمل بهذا الحكم.
وهذه تدخل في قضية الضرورات، والضرورات تقدّر بقدرها زماناً ومكاناً وموضوعاً حسب الوضع، ولكن لا يمكن أن يكون إطلاقاً، ليكون في موقع القرار، فموقع القرار لابد أن يقدم على تحكيم الشريعة. فإن لم تستطع أن تنقل معك الشريعة إلى موقع القرار فالأفضل أن تبقى خارج موقع القرار. ـ هل وصول الحركات الإسلامية إلى السلطة مجرد فورة عاطفية شعبية نتيجة الإحباط من الأفكار الأخرى، ستهدأ مع فشل الحركات الإسلامية في التعامل مع النظم الحديثة؟ هذا الموضوع موجود بنِسب مختلفة، إنما الذي يدحض هذا أو يثبته ويقويه هو أداء الإسلاميين في السلطة، فالأداء هو الذي يحكم بعد ذلك لهم أو عليهم. في لبنان، خاضت "الجماعة الإسلامية" الانتخابات عام 1992، بإمكانات محدودة جداً.
ومع رفض الشعب للسياسيين القائمين، وكان الناس يريدون الإسلاميين، كان من واجبنا هذه الهبّة العاطفية إلى "حالة اعتقادية" من خلال ممارستنا في السلطة، ليرى الناس بالأرقام أن وجود الإسلاميين في السلطة حقق عدالة اجتماعية أو إنماء متوازناً، خفّض نسبة العاطلين عن العمل، كافح كثيراً من قضايا الجهل والأمية والجريمة في المجتمع، هذا هو الذي سينقل الحالة العاطفية إلى حالة عقلانية منطقية اعتقادية؛ بل يمكن أن يتضاعف عدد المؤيدين لها في المستقبل. مثلاً، وصلت حماس بنسبة كبيرة، فإذا نجحت في الحكم فإن النسبة ستزيد. إذن الأداء هو الحَكَم في هذا الموضوع، فقضية {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}، و"الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار" هذه هي الجوانب الأساسية، بالإضافة للجانب الأمني "الاستقرار"، فالاقتصاد لا يمكن له أن ينتعش إلا في ظل واقع مستقر.
ترتيب الأولويات
** إذا أردنا ترتيب أولويات الحركات الإسلامية في السلطة، التحرر السياسي، التنمية الاقتصادية، البناء الاجتماعي، النظم التعليمية.. كيف يمكن ترتيب هذه الحاجات الأساسية؟
- يعود ترتيب الأولويات إلى جملة اعتبارات منها: الساحة التي تعمل من خلالها، الزمن والظروف المحيطة، الإمكانيات المتوافرة. ولكن في النهاية عليك أن تنظم أولوياتك دون إهمال أي منها، فلا يعني السعي إلى التحرّر السياسي إهمال التنمية الاقتصادية مثلاً. ولكن الأولوية يجب أن تكون أولوية اجتماعية لاحتضان كل القوى في مسيرة الحكم وفي مشروع الحكم.. كثير من الحركات لديها مشاريع للوصول إلى الحكم، لكن قليلاً منها التي عندها مشاريع للحكم نفسه، أن تصل للحكم أمر مختلف عن أن تثبت في الحكم وتصحح الأوضاع فيه. يمكن أن تنجح في مشروع الثورة، ولكنه لا يعني أنك ستنجح في مشروع الدولة. الثورة تختلف عن الدولة، فالثورة أقلّ مسؤولية من الدولة. إذا وصلتَ إلى الحكم ما هو مشروعك؟ حل حضّرتَ له؟ وما هي آلياته؟ هذا من شأنه أن يجمع الناس حولك.
المقاومة اللبنانية
** ارتبطتم بعلاقة ما مع حزب الله وكان أول لقاء الأول مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كان بعد حرب يوليو فكيف تسارعت وتيرة هذه العلاقة ليؤمّ جماهير المعتصمين بإيعاز من نصر الله؟
- أقف إلى جوار المعارضة لأنها تسير بحسب نهجي، وأميركا تريد أن تدمّر منطقتي وانتمائي وشخصيتي وهويتي الوطنية والقومية والإسلامية، نعم نختلف مذهبيا ولكن يجمعنا بلد واحد، فماذا الخلاف .
** هل يعدّ حزب ممثلا للثورة الإيرانية ويسعى إلى إرساء نظام مشابه لذاك القائم في إيران؟
- أعتقد أنه من خلال كلام قيادات حزب الله وأمينه حسن نصر الله على الأخصّ نكتشف أن هذا الأمر مرفوض، فهم يقولون دوما بأنهم لا يحملون مشروعا انقلابيا لإرساء دولة شيعية في لبنان.
** فلم التأويل إذن؟
- نعم هناك مخاوف من السنة من التواجد لحزب الله المسلح ـ المقاومة ـ لكن يكررون أن السلاح من أجل حماية الحدود مع الاحتلال الصهيوني .
** أنت داعية سنّي والسعودية تؤيد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ألا يؤثر ذلك على موقعك داخل السنة ؟
- الانقسام ظاهرة مرضية لذا نعمل لاحتوائه ولإعادة بناء السنة وتوحيدها، نحن ضدّ أن تنقسم الطوائف أو تتفكك لأن ذلك يزرع فتائل التفجير فيصبح لبنان أرضا ملغّمة فنبدأ بالتوحيد الطائفي والديني ثم السياسي أنا يهمني التحام الشعب اللبناني.مع اختلاف التوجه ، لا نريد أن ندخل في صراع ، لقد عانينا من الحروب الطائفية كثيرا، فلنجعل صناديق الاقتراع المحايدة هي التي تأتي بالحكومة، ونؤمن بالمشاركة، والموالاة يقولون ذلك أيضا، فما المانع أن نجرب هذا الطريق إن كانت جربته دول أخرى فيها خلاف عرقي ومذهبي ونجحت .
لبنان : فتحي يكن يعرض مبادرة لإنهاء أزمة نهر البارد
التقى رئيس الجبهة العمل الإسلامي في لبنان الدكتور "فتحي يكن" بقائد الجيش اللبناني العماد "ميشال سليمان"، ظهر اليوم الأربعاء، عارضاً على الأخير مبادرة جديدة لأزمة نهر البارد مكونة من سبع نقاط. وكان يكن ـ الذي زار سليمان على رأس وفد من "جبهة العمل الإسلامي" ـ قد أكد، ، أنه يحمل مبادرة إلى قيادة الجيش اللبناني تنهي الحالة القائمة في مخيم نهر البارد وتساهم في تحقيق العدالة في الوقت الذي تحقن فيه الأبرياء داخل المخيم. وتنص المبادرة، المؤلفة من سبع نقاط، على وقف إطلاق النار من الطرفين، بعدها يتم حل تنظيم فتح الإسلام واختفاء كوادره الرئيسية بطريقة من الطرق خارج لبنان، ثم تتسلّم أمن المخيم القوى الإسلامية الفلسطينية، ثم ضمان تسريع عودة المهجرين وإعادة إعمار المخيم، ومنع بناء منازل للنازحين خارج المخيم خشية أن يساعد ذلك على فرض التوطين، والتفاهم على صياغة جديدة لوضع المخيمات الفلسطينية ككل، منعاً لتكرار مثل هذه الحوادث. وترى الجبهة أنها تنتظر الإشارة من قيادة الجيش اللبناني لإفساح المجال للمناورة التفاوضية أمام "جبهة العمل" ووسطائها الذين انقطعت صلتهم بقيادة "فتح الإسلام"، إلا أنهم على استعداد لإعادة فتح هذه القنوات بسرعة في حال موافقة الجيش على النقاط السبعة التي ذكرت آنفاً.
التعليقات
إرسال تعليقك